في حدث علمي غير مسبوق، أعلنت شركة Colossal Biosciences عن ولادة ثلاثة جراء تحمل صفات حيوان منقرض يُعرف باسم dire wolf، الذي عاش قبل أكثر من 12 ألف عام.
قال المدير التنفيذي للشركة، بن لام:
"أخذنا سناً عمره 13 ألف سنة وجمجمة عمرها 73 ألف سنة، وصنعنا جراء. لدينا الآن ثلاثة dire wolves."
تمت تسمية الجراء بـ Romulus وRemus وKhaleesi، تكريماً لشخصيات أسطورية من التاريخ والخيال.
الـ dire wolf ليس خيالاً فقط كما نراه في مسلسل Game of Thrones أو في ألعاب الفيديو، بل كان حيواناً حقيقياً عاش في أمريكا الشمالية وكان يصطاد حيوانات ضخمة مثل البيسون والكسلان العملاق.
لكن بعد نهاية العصر الجليدي، انقرض هذا الحيوان واندثر من الطبيعة… حتى اليوم.
قام فريق العلماء باستخراج الحمض النووي من سن قديم وجزء من جمجمة dire wolf، ثم قارنوه بجينات الذئب الرمادي الموجود حالياً. وجدوا أن هناك تشابها بنسبة 99.5%.
بعد ذلك، استخدموا تقنية تعديل الجينات المعروفة باسم CRISPR لتغيير 14 جينًا في الحمض النووي للذئب الرمادي في 20 موقعاً، ليتطابق مع جينات الـ dire wolf.
تم اختيار هذه الجينات بعناية شديدة. مثلاً، كان الـ dire wolf يمتلك فراء أبيض اللون، لكن الجين الأصلي المسؤول عن ذلك قد يسبب مشاكل صحية مثل العمى أو الصمم. لذلك، استُخدم جين بديل من الذئاب الحديثة يعطي نفس اللون بدون ضرر.
ثم تم زراعة الجينات المعدلة في بويضة، وتم نقل الجنين إلى أنثى بديلة حتى الولادة.
من الناحية التقنية، هذه الجراء ليست نسخاً مطابقة 100% من الـ dire wolf الأصلي، لكنها تحمل معظم صفاته الجسدية والسلوكية. فهي تشبهه من حيث الحجم، لون الفراء، العضلات، وشكل الرأس.
ومع ذلك، لن يتم إطلاق هذه الجراء إلى البرية. فهي تعيش الآن في محمية خاصة وآمنة بمساحة 8 كيلومترات مربعة. وقد يصل وزنها عند البلوغ إلى 68 كغم، أي أكبر من الذئب الرمادي العادي.
تخطط شركة Colossal لإحياء حيوانات منقرضة أخرى مثل الماموث الصوفي، وتعمل بالتوازي على حماية الأنواع المهددة بالانقراض مثل الذئب الأحمر.
ويأمل الفريق أن تساعد هذه التقنيات في استعادة التوازن البيئي والحفاظ على الحياة البرية.
ما كان خيالاً في الماضي أصبح واقعاً اليوم. الـ dire wolf عاد للحياة، ليس في كتب الأساطير، بل في المختبرات والمراكز العلمية.
Please login to post a comment.
No comments yet. Be the first to comment!